الجينوم وصعوبات التعلم : شفرة صعوبات التعلم في الحقيبة الوراثية للبشر / تأليف الأستاذ الدكتور السيد عبد الحميد سليمان.

ببليوجرافية : صفحة 235-270.

فللمرة الأولى في التاريخ يخلق العالم الرقمي Digital للبشر متكاملا مع بحوث الجينوم البشري قدرة جديدة على تغيير تكوين الكائن البشري. عالم تلتقي فيه الثورة الرقمية مع ثورة علوم الحياة لا ليغير معرفتنا وطريقة تواصلنا، وطبيعة أعمالنا أو طريقة تنفيذها فقط، بل ليغير تكويننا كبشر. واستلهاما واستثمارا لما تقدم فقد نشطت بحوث الجينوم البشري في محاولة لاستقصاء الأسباب وإمكانية العلاج من خلال الإصلاح الجيني لصعوبات التعلم بعد أن أكدت بحوث الجينوم البشري والتصوير العصبي أن ذوي صعوبات التعلم يعانون من انخفاض كبير في الوظائف المعرفية، نتيجة اختلال في العديد من الشفرات الوراثية لدى نسبة كبيرة منهم. نعم، لقد كانت ثورة الجينوم البشري واحدة من أهم الثورات العلمية في نهاية القرن العشرين وما زال الأمر في القرن الحادي والعشرين-واحدة من أهم الثورات العلمية التي انشغلت بالفحص والتحليل الجيني للبشر، وبضمنهم بالطبع ذوو الصعوبات الخاصة في التعلم، في محاولة من العلماء لقراءة كتاب الحياة الخاص بهم وبغيرهم، بغية تشكيل الإنسان وتعديله وراثيا، وتشخيص أمراضه وعلاجها من خلال سلسلة من التباديل والتوافيق الجينية، بل والاستبدالات الجينية باستخدام فنية الاقتران التشاركي كي يتم تحسين الفرد وحياته، وذلك لأن أمثال هؤلاء العلماء تحكمهم عقيدة علمية مفادها : من السهل أن تغير الفرد أكثر مما تغير بيئته، وهذا أحدث المناشط العلمية لبحوث الجينوم في مجال صعوبات التعلم !!! ومن ثم يعد هذا الكتاب واحدا من أهم الكتب المعاصرة البي تلقي الضوء على الجينوم وعلاقته بصعوبات التعلم، مما يجعل منه زادا للمكتبة العربية لا مناص من اقتنائه.